هويات بصرية تحت المجهر في هذه السلسلة أحلل الهويات البصرية المميزة والشهيرة لنتعلم منها وننقدها أيضا هذه هوية بصرية عربية مميزة لساعات نسائية تحمل اسم “حور”، وهو مشروع من تصميم صديقي المصمم وصانع المحتوى عبودي.
نبذة عن المشروع والجمهور المستهدف
مشروع “حور” هو علامة تجارية للساعات النسائية، نشأت في الأردن. الجمهور المستهدف لهذه العلامة هن النساء، وبالتحديد الشابات المخطوبات والمتزوجات وربات البيوت.
حور لا تعني التصور الخرافي للحورية أنها (نصف إنسان ونصف سمكة)، بل هو مشتق من كلمة “حَورُ العين” التي تعني شدة بياض العين و شدة سوادها.
مراحل بناء هوية بصرية عربية
1. العصف الذهني وتحديد الصفات
بدأت عملية بناء الهوية البصرية العربية بالعصف الذهني وتلخيص وجمع صفات العلامة، وهي الخطوة الأهم لأي علامة تجارية. كانت صفات “حور” كالتالي: مبدعة، عربية، أنيقة، حديثة، أندلسية، وتراثية.

تم التركيز بشكل خاص على الأندلس، كونها من أعرق الفنون الإسلامية البصرية التي أنشأها المسلمون. بخلاف مناطق أخرى مثل مصر والشام التي بنى الإسلام فيها على حضارات سابقة (مثل الفراعنة والرومان)، فإن الحضارة الإسلامية في الأندلس بدأت من الصفر.
يمكن رؤية جمال الفنون الأندلسية في معلمة مثل قصر الحمراء بغرناطة مثلاً

2. لوحة الإلهام والتوجه الفني
تم إنشاء لوحة أفكار وإلهام (Mood Board) ركزت على الخطوط والزخارف الأندلسية. بعد بحث مكثف في الكتب والصور التي تعبر عن الزخارف والفنون البصرية الأندلسية، تم استخلاص توجهين فنيين وعرضهما على العميل:
التوجه البسيط (Minimalism)

وتوجه الخامات.

تم الاتفاق على التوجه البسيط. يتميز هذا التوجه بـالبساطة في كل شيء مع الحفاظ على الفخامة.
3. تصميم وهندسة الشعار
بدأت المرحلة برسومات مبدئية (Sketches) للشعار، وكان التركيز أن يكون الشعار خطيا أكثر من أيقوني. لكون الشعار يتكون من ثلاثة أحرف (“حور”)، كان من المهم أن يكون النص قوياً. وأيضا أن يتم التركيز على حرف الحاء باعتباره الحرف الأول.


كتبت كلمة حور بخط المبسوط وهو الذي كان يستخدم في العصر الأندلسي بكثرة. بعد تجارب عديدة، ظهر الشعار النهائي الذي يظهر فيه حرف الحاء بقوة وليونة ليعبر عن الأنوثة.
وحتى أن المساحة السلبية في حرف الحاء تشبه العين، وهو ما اعتبر ترجمة دقيقة لمعنى “الحور” في العين. بعد ذلك، تم بناء الشعار وهندسته على برامج التصميم الرقمي مع التركيز على أن يكون بحجم موحد.

4. الرمز والعناصر الإضافية للشعار
بالإضافة إلى الشعار الأساسي (حرف الحاء)، تم الحاجة إلى رمز يميز العلامة. تم استلهام هذا الرمز من الزخارف الأندلسية. الرمز المصمم يحمل عدة مفاهيم وتفسيرات، فهو يشبه أجنحة الفراشة، والوردة، ويعبر عن ليونة النافورة، ومستلهم بشكل مباشر من الزخرفة الأندلسية. تم عرض الشكل الكامل للشعار مع الرمز والطباعة (Typography) الخاصة به. كما تم تصميم شعار ثانوي واصدارات مختلفة للشعار، منها ما يشبه الختم.








5. أسس الهوية البصرية (الألوان والخطوط والأشكال)
- الألوان: تم استخراج الألوان الأساسية للهوية من ثلاثة مصادر:
- اللون الأول: من ألوان الزخرفة الأندلسية.
- اللون الثاني: من العماره الأندلسية.
- اللون الثالث (الأكثر تفرداً): من الأحجار الكريمة، وتحديداً كريستال الجمشت. اللون البنفسجي (الذي استخرج منه اللون الثالث) يرتبط بالنساء والفخامة ويعتبر لوناً ملكياً. تم تحديد التدرج اللوني المعتمد.


الخطوط: الخط العربي الذي تم اعتماده للهوية هو خط “عام الإبل”. يتميز هذا الخط بالبساطة ويعبر عن طبيعة العلامة. أهم ما يميزه هو توفره باللغتين العربية والإنجليزية. تم تحديد الأوزان المختلفة للخط.

- الأنماط والزخارف: تم استخلاص عناصر ورسومات من الزخارف الأندلسية القديمة ومن رمز الشعار. هذه الأنماط مبنية بشكل أساسي على النظرة الأندلسية.



6. التطبيق العملي للهوية
- أوجه الساعات: تم تصميم أكثر من وجه للساعة لاستهداف الفئات المختلفة (الشابات والمتزوجات الأكبر سناً). ولذلك استخدام أنواعا مختلفة من الزخارف وهي أربعة اقسام (هندسية، نباتية، كتابية، مركبة).

- تم عرض رسومات مبدئية وتجريدات للزخارف وتطبيقها على أوجه الساعات. تظهر الصور الساعات جاهزة للطباعة، مع إمكانية اختيار الخامات والألوان وشكل العقارب






- صور للساعات بعد الطباعة وتظهر عليها تفاصيل الهوية البصرية العربية بوضوح، مثل نقش قصر الحمراء على ظهر الساعة. تم تسمية بعض الساعات بأسماء مثل “لؤلؤة الأندلسية”، “الزهراء”، و”زمرد”.

تطبيقات أخرى: تم تصميم تطبيقات الهوية على مواد أخرى مثل الصندوق الداخلي للساعات، وتطبيقات السوشيال ميديا بأشكالها المختلفة (أيقونات الهايلايت، تصميمات بثلاثة أنواع للمحتوى: صورة مع نص، نص فقط، صورة فقط، وتصاميم للقصص) مع مراعاة القياسات المختلفة للمنصات. كما شملت التطبيقات بطاقات الأعمال (Art card)، والحقائب، والأوراق الرسمية، والأظرف.




تسليم المشروع
في نهاية المشروع، تم تسليم العميل الدليل الإرشادي الكامل للهوية. يحتوي هذا الدليل على ملخص بصري ونظري للهوية من البداية للنهاية، مما يسهل على العميل استخدامه في تصميماته المستقبلية دون الحاجة لجهد إضافي. شملت ملفات التسليم النهائية الدليل الإرشادي، إصدارات مختلفة للشعار، ملفات PDF لأوجه الساعات (قابلة للتعديل وجاهزة للطباعة)، تصميمات العلب، ملفات الخط، وملفات تصميمات وسائل التواصل الاجتماعي.

رأي ونقد
من الواضح الجهد المبذول لعمل هذه الهوية من بحث وتصميم إلا أنه هناك ملاحظات يجب الإشارة لها.. الهوية عموما تعاني من مشكلة عدم اتساق فنرى الساعات بعيدة جدا عن الهوية ونرى العلب أيضا بعيدة أكثر .. فما زال هناك ثغرة أن الهوية لم تخلق سلكا منتظما أستطيع ملاحظتها
بالإضافة إلى وجود رمزين للشعار وهم حرف الحاء والزهرة وهو شيء لا حاجة له أبدا ويزيد من تشتيت الهوية كان الاولى الاكتفاء بكلمة حور فلا تحتاج إلى أيقونة .. بخلاف أن الأيقونة بعيدة جدا عن معنى الهوية وروحها
كنت أتمنى أن يكون هناك نمط مكرر محدد لا يزيد من مشاكل التصميم وصعوبته بل يجعل أي صاحب مشروع يستيطع أن يتعامل معه ويفهمه بسهولة بالإضافة إلى أنني أنتقد أن يتم التركيز بشكل مبالغ فيه على البحث في التاريخ وترك العميل على الهوية وتطويرها اكثر فأكثر.. وهذه كله من النقد البناء ولا يخلو الإنسان من نقص .. واشكر عبودي على ما قدمه في هذا المقطع وأتمنى أنه ضاف ولو أمرا بسيطا
عن المقال