النسبة الذهبية في تصميم الشعارات: سر الجمال والتناغم

ما هي النسبة الذهبية؟

النسبة الذهبية، أو كما تُعرف بـ “النسبة الإلهية” أو “Phi” (ϕ)، هي نسبة رياضية تمثل العلاقة بين عنصرين بحيث يكون حاصل قسمة الأكبر على الأصغر مساويًا تقريبًا إلى 1.618. تعود أصول هذه القاعدة إلى أكثر من 2300 عام، تُعتبر هذه النسبة مفتاحًا للتناسق والتناغم، مما جعلها محط اهتمام العلماء والفنانين منذ العصور القديمة. في هذا المقال، سنتناول مفهوم النسبة الذهبية وأهم تطبيقاتها.

تاريخ النسبة الذهبية

إن أول ذكر للنسبة الذهبية هي قبل 2300 عاما في كتاب “العناصر” للإغريقي إقليدس في الإسكندرية عام 300 ق م، ولحظت هذه النسبة في أعمال عمرانية سبقته حتى ولكن نحن نتكلم عن الوجود المكتوب… ووجدت أيضا في عصر النهضة وكان من أبرز من أحياها دافنشي كما سنأتي.. ووجدت عند العرب والمسلمين ولكن الغربيين يتجاهلون هذه الحقبة للتعصب ولسرقة الكثير من الكتب الإسلامية العربية ونسبتها إلى الأوربيين.. وسنأتي إلى تأثير العرب بشكل مباشر على النسبة الذهبية

ممتالية فيبوناتشي

متتالية فيبوناتشي هي سلسلة رياضية شهيرة تبدأ بالأرقام 0 و1، حيث يكون كل عدد في السلسلة هو مجموع العددين السابقين له:
0,1,1,2,3,5,8,13,21,…0, 1, 1, 2, 3, 5, 8, 13, 21, …0,1,1,2,3,5,8,13,21,…
هذه السلسلة لها علاقة وثيقة بالنسبة الذهبية، حيث أن قسمة أي عدد في السلسلة على العدد الذي يسبقه تقترب تدريجيًا من القيمة 1.618 (النسبة الذهبية).

ويجب أن نعلم أن هذه الممتالية فضلها لله ثم للمسلمين الذين علموا فيبوناتشي وعلموا أجداده أيضا:
ليوناردو فيبوناتشي، عالم رياضيات إيطالي من بيزا، تعلم الرياضيات لأول مرة في مدينة بجاية الجزائرية أثناء عمل والده الدبلوماسي. تأثر بشكل كبير بالنظام العشري والرموز العربية التي تعلمها على يد علماء عرب، مما أشعل شغفه بالرياضيات. عاد إلى إيطاليا عام 1202م وألف عدة كتب، أبرزها “Liber Abaci”، الذي قدم فيه الأرقام الهندية/العربية والصفر، وناقش مسائل تهم التجار مثل حساب الأرباح وتحويل العملات. اشتهر فيبوناتشي بمتواليته الشهيرة التي اكتشفها أثناء حل مسألة رياضية في كتابه. ساهمت أعماله في نشر النظام العشري في أوروبا، مسهلًا الحسابات ومعززًا الترابط بين العلوم العربية والأوروبية.

وجود النسبة الذهبية:

النسبة الذهبية في الطبيعة

النسبة الذهبية متجذرة في الطبيعة، حيث تظهر في أنماط لا حصر لها، منها:

• الزهور والنباتات: ترتيب بتلات الزهور مثل زهرات الأقحوان وأشكال الحلزونات في عباد الشمس.
• الأصداف البحرية: الحلزونات الطبيعية تتبع نسبًا ذهبية دقيقة.
• جسم الإنسان: نسب الجسم مثل الطول الكلي مقارنة بالذراعين تتبع هذه العلاقة.

النسبة الذهبية في الفن

• ليوناردو دافنشي: استُخدمت النسبة الذهبية في أعماله الشهيرة، أبرزها لوحة “الرجل الفيتروفي” التي تُظهر التناسق المثالي لجسم الإنسان.
• العصور الكلاسيكية: الفنانون الإغريق والرومان اعتمدوا النسبة الذهبية لتحقيق التوازن والجمال في التماثيل واللوحات.

النسبة الذهبية في العمارة

• الأهرامات المصرية: يُعتقد أن تصميم الأهرامات اتبع النسبة الذهبية، مما أضفى عليها جمالًا خالدًا.
• البارثينون في اليونان: المبنى صُمم باستخدام النسبة الذهبية ليحقق تناغمًا بصريًا مثاليًا.
• التصميم المعاصر: العديد من المهندسين المعماريين مثل لو كوربوزييه اعتمدوا هذه النسبة في تصاميمهم لتوفير التوازن والجاذبية.

استخدام النسبة الذهبية في تصميم الشعارات

في عالم التصميم، تُستخدم النسبة الذهبية لخلق توازن وتناغم بين عناصر التصميم. عند تطبيق هذه النسبة في تصميم الشعارات، يمكن تحقيق:

• تناسق بصري: تجعل النسبة الذهبية التصميم مريحًا للعين.
• تركيز على العناصر الأساسية: تساعد في إبراز الأجزاء الأكثر أهمية في الشعار.
• إضافة شعور طبيعي وجمالي: تمنح التصاميم لمسة فنية فريدة.

أمثلة على تطبيق النسبة الذهبية في الشعارات

العديد من الشعارات الشهيرة مثل شعار Apple وشعار Twitter تم تصميمها باستخدام النسبة الذهبية. هذه الشعارات لا تُنسى بفضل تناغمها البصري وجاذبيتها الفريدة.قاعدة النسبة الذهبية في التصميم

كيف اطبق وأستخدم النسبة الذهبية؟

هناك العديد من الطرق لتكوين واستخدام النسبة الذهبية وسنذكر أهم ثلاثة طرق

الطريقة الأولى: قم برسم دائرة واقسمها بخط عرضي.. ثم ضع مربعا قاعدته على الخط إلى أن تصل زاويا المربع إلى طرف الدائرة وحدودها.. سيتكون مسافة على يمين المربع وعلى يسارها هذه المسافة هي النسبة الذهبية

الطريقة الثانية: قم برسم مربع واقسمه إلى نصفين بشكل طولي .. ثم قم بمد خط من زاوية المربع إلى منصف القاعدة السفلية.. ثم ثبت نقطة الارتكاز على القاعدة السفلية في المنتصف وقم بتدويرها حتى تتساوى معها .. فالمسافة خارج المربع ستكون هي النسبة الذهبية

الطريقة الثالثة: وهي أسهلها اختر أي حجم مربع وقم بضربه بـ 1.618 وتكون النتيجة نسبة ذهبية

تجربة عملية:

في القرن التاسع عشر؛ قام عام النفس الألمافي “ألفرد فخر” بإجراء العديد من التجارب لفهم الجمال، وفي إحداها وضع قطعا مستطيلة مختلفة المقاييس من الورق الأبيض على طاولة سوداء، ثم طلب من المتطوعين تحديد أيها أكثر جمالا، وجاءت أغلب الردود لتؤكد على نظرية “المستطيل الذهبي” الذي اكتشف نسب مقاييسه الإغريق، وكانت هذه التجارب عماد ما سمي آنذاك بعلم النفس الجمالى.

النسبة الذهبية ليست مجرد قاعدة رياضية، بل هي أداة قوية تساعد المصممين على خلق أعمال تظل محفورة في الذاكرة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من عالم التصميم الحديث.

استعنت بكتاب قوة الصورة وبكتاب عن النسبة الذهبية مترجم بواسطة جامعة دمشق