في السنوات الأخيرة، شهد العالم واحدة من أكبر التحولات الاقتصادية والتجارية في تاريخه الحديث فتزايد هيمنة التجارة الإلكترونية على حساب المتاجر التقليدية، وهذا ما زاد من أهمية الهوية البصرية في التجارة الإلكترونية
والتحول نحو المتاجر الإلكترونية لم يكن مفاجئًا، لكنه تسارع بشكل غير مسبوق مع جائحة كورونا، التي أرغمت ملايين المستهلكين على التسوق عبر الإنترنت، ودشّنت ما يسميه المحللون بـ “نهاية التجزئة التقليدية” أو Retail Apocalypse.
في هذا المقال سنستعرض أهمية التحول إلى المتاجر الإلكترونية وأهمية وجود تصميم الهوية البصرية في التجارة الالكترونية وتأثير الهوية على علامتك التجارية ومتجرك الالكتروني
أرقام لا تكذب: آلاف المتاجر التقليدية تنهار
تم إغلاق أكثر من 12,000 متجر تجزئة في الولايات المتحدة وفقًا لتقرير صادر عن شركة Coresight Research عام 2020
أما في عام 2023، فقد استمرت الموجة، حيث أعلنت سلاسل كبرى مثل Bed Bath & Beyond إفلاسها وأغلقت أكثر من 400 فرعًا في أمريكا وكندا، بعد سنوات من التراجع في الأرباح بسبب انتقال العملاء إلى التسوق الإلكتروني بدلا من التسوق الإلكتروني.
ولذلك تتوقع شركة Coresight إغلاق حوالي 15 ألف متجر في الولايات المتحدة!!
هذا يعني مهما بلغ حجم متجرك وعدد فروعك فإن أمازون، وشركات مثل شي إن (Shein) وتيمو (Temu) وهذا بالضبط ما حدث مع شركة أكبر من شركتك بأضعاف المرات وهي Toys R us سأحكي لك قصتها
تأثير أمازون على شركة Toys R us
من ضمن أكبر متاجر الألعاب العملاقة (Toys R Us). تأسست 1948 وأصبح لديها آلاف المتاجر حول العالم.
وفي عام 2000 أبرمت “تويز آر أص” شراكة مدتها عشر سنوات مع أمازون، لتكون البائع الحصري لألعاب الأطفال ومنتجاتهم على موقع أمازون مقابل 50 مليون دولار سنويًا بالإضافة إلى نسبة من المبيعات، وتركت Toys R us الموضوع الرقمية وبدأت بالعمل على توسع فروعها مثل أي شركة تقليدية
ورغم أن هذه الشراكة كانت ناجحة في البداية، إلا أنها حرمتها من الوجود المستقل على الإنترنت، حيث كان يتم توجيه العملاء مباشرة إلى موقع أمازون، ومع ضعف البيع والتسوق في المتاجر التقليدية ازدات ديونها حتى تجاوز 5 مليارات دولار. ما دفعها لإعلان إفلاسها حتى أغلقت جميع متاجرها في الولايات المتحدة وبريطانية البالغة 900 متجر!! في مارس 2018
ثم في عام 2019 وأخيرا فهمت Toys R us الدرس وأطلقت موقعا إلكترونيا جديدا وأعلنت عن شراكات مع متاجر استراتيجية لبيع ألعابها داخل أقسامهم وادخل موقعهم التجاري وقعدت صفقة مع Macy’s – أحد أكبر المتاجر في أمريكا –


وقد قامت الشركة وقتها أيضا بتطوير هويتهم البصرية وهنا نرى أهمية الهوية البصرية في المتاجر الرقمية أو حين التحول الرقمي فهو شيء أساسي لإعطاء فكرة للناس أن هناك حدثا جديدا قد حدث، وقد تكلمت عن الأسباب التي تدفع الشركات إلى تحديث هويتهم البصرية في كتيب مجاني اسمه داخل صندوق الشركات





“تويز آر أص” لم تكن الضحية الوحيدة؛ ففي عام 2019 وحده، أعلنت متاجر التجزئة عن إغلاق أكثر من 9300 متجر في الولايات المتحدة. هذا التأثير أصبح يعرف بـ “تأثير أمازون” (The Amazon Effect)، وهو مصطلح يشير إلى المتاجر التي أغلقت بسبب أمازون، ولكنه أصبح مصطلحًا عامًا يصف تأثير شعبية التسوق عبر الإنترنت على المتاجر التقليدية التي لم تدرك التغيرات الهيكلية في الصناعة أو التغير في أنماط التسوق وتوقعات العملاء.

وهذا مما يزيد من أهمية الهوية البصري في التجارة الرقمية والمتاجر الإلكترونية لأن العميل لن يرى المتجر فعليًا، بل يرى تصميمًا وهوية، ألوانًا، صورًا، أسلوب عرض… وهنا تصبح الهوية البصرية الرقمية ضرورة لا خيارًا.
سهولة التحول الرقمي
يوفر التحول الرقمي سهولة بالغة جدا وخصوصا في الصرف على مئات الموظفين وفي التعامل مع النفقات التشغيلية.. وهذا لا يعني سهولة مطلقة بل سيصبح تركيزك على سلاسلة التوريد وعلى الحملات التسويقية والرد على العملاء واستفساراتهم … وأهم نقطة هي تأمين سلسلة التوريد هذا على المستوى الداخلي
أما المستوى الخارجي الذي يظهر للعميل فلا بد من هوية بصرية للمتجر الرقمي موحدة وبشكل واحد .. وليس في كل مرة تشاهد شكلا مختلف لا يرتبط بالهوية الأساسية للمتجر
هناك متاجر رقمية سهلة الفتح مثل سلة تسهل عليك الموقع والبيع وبوابة الدفع إلا ان الهوية البصرية ما زالت تحتاج إلى العمل لديها عند متخصص في ذلك .. مثلي تماما تستطيع التواصل معي وحجز استشارة لنبدأ بالعمل فورا على مشروعك ويمكنك أن تشاهد أعمالي السابقة ومقالاتي أيضا
ما هي الهوية البصرية؟
الهوية البصرية ليست هي الشعار وليست هي الألوان وليست حتى الخطوط.. الكثير من الناس يظنون الهوية البصرية مجموعة قوالب أو شعار وألوانه وهذا غير صحيح..
الهوية البصرية أشبه بلغة بصرية موحدة خاصة بالمشروع .. أي من خلال الهوية مجرد ان تشاهد أي منشور ستعرف أنه يتبع للعلامة الفلانية .. حتى لو لم تشاهد الشعار … وهذه أقوى مرحلة للهوية البصرية
فالهوية هي مجموعة العناصر البصرية التي تعطي شعور مميزا لمشروعك وسأذكر هذه العناصر الآن
عناصر الهوية البصرية في التجارة الالكترونية
تحتاج المتاجر الإلكتروني لهوية بصرية تظهر قوة علامتك التجارية وتفاعلها مع العملاء ويجب ان تراعي الفئة المستهدفة ويجب أن يحمل قصة مميزة أيضا كل هذه الأمور إن تمت مراعاتها فستنتج أفضل هوية بصرية في التجارية الإلكترونية فعلا
لا تحتاج الهوية البصرية الباقة التي يقدمها أغلب المصممين مثل الظروف والبطاقات والكروت وأوراق المراسلات هذه لا تحتاجها ولن تفيدك في مشروعك .. لذلك أن لا أقدم باقة مثل البقية بل أقدم خدمة تلبي احتياجاتك لذلك لا تجدني في خدمة تصميم الهوية البصرية التي أقدمها أعرض أي شيء حول ما ستحصل عليه من مخرجات لهويتك البصرية لأنها باختصار مختلفة من مشروع لآخر ولكن سأركز الآن على أهم عناصر الهوية البصرية التي تحتاجها المتاجر الإلكترونية
- شعار احترافي: فيجب ان يلبي المعايير الأساسية من إمكانية التصغير وإمكانية التحويل للون واحد وقد ذكرتها في كتيب مجاني
- خط مناسب: يجب أن يكون الخط متسقا مع الهوية وفيه أكثر من وزن ويدعم العربية والإنجليزية بدون هذه الأموري إياك أن تختار الخط
- ألوان واضحة: لا تستخدم أي خط تراه جميلا يجب أن تختاره ليكون مناسبا مع جمهورك ويكون متوافقا مع اللون الأبيض والأسود ولا تختر 50 لونا يجب ان يكون لديك لون أساسي أو لونان كحد أقصى فإن زدت على هذا فأنت لم تختر لونا بعد
- مفتاح بصري: يجب أن يكون لديك شيء خاص بك يتكرر في كل جزئية من هويتك البصرية وفي كل منشور لديك وفي كل صورة حتى وشرحت هذه الجزئية في هذا المقال من المهم العودة إليه
- قوالب: يجب أن يكون لديك بعض القوالب للمنشورات لكي تستخدمها وتبدل بينها فهذا ما يسرع من نشرك ومن تفاعلك مع عملائك وأيضا لن يجعلك تختار كل يوم منشورا مختلفا من كانفا بل سيكون لديك توجه واحد
أعرف أنك تريد مثال على هذا ولدي مئات الأمثلة في أعمالي اذهب وشاهدها ولكن سأضع مثلا سريعا لمتجر إلكتورني يبيع بطاقات شحن للببجي لتشاهد الفرق الذي أحدثته مع الهوية البصرية القوية







أهمية الهوية البصرية للمتاجر الإلكترونية
سأقولها لك ببساطة الهوية البصرية فائدتها الحقيقية تظهر في ثلاثة مراحل .. تظهر قبل الشراء وأثناء الشراء وبعد الشراء فهي استثمار حقيقي.. كيف ذلك

1. مرحلة ما قبل الشراء:
- هي مرحلة تكوين الانطباع الأول، وهو انطباع يصعب تغييره لاحقًا.
- في هذه المرحلة، يحكم العميل على المنتج بسرعة، ويقارن بينك وبين منافسيك بناءً على أبسط التفاصيل البصرية.
- تشبه الحكم على الكتاب من غلافه؛ فالصورة الأولى تلعب دورًا حاسمًا في جذب الانتباه.
2. مرحلة أثناء الشراء:
- الهوية البصرية تساعد العميل على تمييز المنتج فورًا وسط عشرات الخيارات.
- الألوان والأشكال الموحدة تربط العميل بالانطباعات السابقة.
- من دون هوية بصرية، يصبح المنتج مجهول الهوية وغير موثوق، مما يقلل فرص اختياره.
- القرار الشرائي غالبًا لحظي وسريع، ويتأثر بما يلفت النظر مباشرة.
3. مرحلة ما بعد الشراء:
- تلعب الهوية البصرية دورًا في ترسيخ ذكريات وانطباعات قوية لدى العميل.
- تساعد في الاحتفاظ بالعملاء وبناء علاقة عاطفية معهم.
- كما يُقال: “الناس لا تتذكر ما قلته لهم، بل تتذكر كيف جعلتهم يشعرون” — والهوية البصرية تساهم بشدة في هذا الشعور.
وقد فصلت فائدتها في هذا المقال يمكنك الرجوع إليه
المصادر:
عن المقال