قامت جوجل مؤخرًا بأول عملية تطوير لشعارها منذ 10 سنوات، وكان جوهرالتغيير على التدرجات اللونية (Gradients). هذا التعديل يُعد إشارة قوية للاتجاه الذي يتجه إليه تصاميم الذكاء الاصطناعي وأصبحت هذه التدرجات اللونية منتشرة في كل مكان، حتى لو لم نلاحظها بوعي.

انتشار التدرجات اللونية في تصاميم الذكاء الاصطناعي
بدأ هذا الاتجاه بالظهور بشكل لافت عندما تخلت Apple عن “كرة Siri” المعروفة، حيث ظهرت واجهة Siri الجديدة بتدرج لوني يشبه إلى حد كبير تلك المستخدمة في Microsoft Copilot، أداة الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت. منذ ذلك الحين، لاحظنا التدرجات اللونية في كل منتج أو خدمة تقريبًا تحمل كلمة “AI” (الذكاء الاصطناعي).

أمثلة على انتشار التدرجات اللونية:
- Google: إعادة تسمية العلامة التجارية تركز على التدرجات، والصفحة الرئيسية للويب مليئة بها.
- Microsoft Copilot: شعاره عبارة عن تدرج لوني ضخم، وتستخدم الواجهة الكثير من التدرجات و”glass morphism”.
- Gemini: تظهر تدرجات قوس قزح في منتصف واجهتها.
- Galaxy AI (هاتف Samsung AI): شعارها تدرج أزرق جميل.
- Alexa: حتى النص يتغير بتدفق التدرج اللوني.
- Meta AI: يظهر كتدرج لوني دوار كبير في محادثات إنستغرام وفيسبوك.
- YouTube: شريط المشغل أسفل الفيديو ينتقل من الأحمر إلى الوردي عند تمرير المؤشر عليه.






ما المعنى النفسي للتدرجات اللونية
إن انتشار هذه التدرجات ليس عشوائيًا على الإطلاق؛ إنه يرسل إشارة واضحة. هذه الشركات تحاول أن تقول للمستخدمين: “نحن جزء من المستقبل، نحن جزء من الذكاء الاصطناعي”. على سبيل المثال، فإن تغيير جوجل لعلامتها التجارية بعد 10 سنوات ليس لمجرد المتعة، بل هو أمر مدروس جدًا.
في الماضي، كان التصميم المسطح (flat design) مناسبًا للتطبيقات والأزرار. أما الآن، فإن التدرجات تمثل الذكاء. أحد أسباب اختيار الشركات لهذه التدرجات هو أن لها حركة وانسيابية. يمكن تحريكها وجعلها تبدو طبيعية جدًا وحيوية. يمكن أن تبدو كأمواج أو أن يكون لها جوهر سحري، وهو ما يمثل المستقبلية في أبسط صورها.
وأيضا فإن التدرجات اللونية لم تكن متاحة قديمة بشكل كبير والسبب عدم تطور المطابع والخامات فالآن مع الطفرة في الصناعة أصبحت طباعة التدرجات سهلة الطباعة والتنفيذ على أرض الواقع خصوصا أن الطباعة تستخدم نظام CMYK والذكاء الاصطناعي بأغلبه رقمي فلا يواجه التحديات التي تواجهها باقي القطاعات
تمثل التدرجات جسرًا بين العالم الرقمي والعالم المادي. إنها تحاول مزج التصميم المتجه (vector design) الكلاسيكي القياسي مع إعطائه شعورًا بالحياة والحركة والانسياب. هذه اللغة البصرية نراها أيضًا في العديد من تطبيقات الواقع المعزز، وخاصة في نماذج الذكاء الاصطناعي القائمة على الصوت.
وخصوصا ان التدرجات اللونية موجودة في حياتنا بشكل كبير فلا يوجد لون مصمت Solid Color بل بسبب الإضاءة والظل فكل شيء نراه بتدرج لوني
مستقبل التدرجات؟
يتوقع أن هذا الاتجاه في التصميم لن يختفي، لأن الذكاء الاصطناعي باقٍ. هذه هي حقبة جديدة، وهذا هو الشكل الذي ستبدو عليه الأشياء في المستقبل. على الرغم من أنها بدأت مع العلامات التجارية التقنية، إلا أنه مع انتشار الذكاء الاصطناعي في حياتنا، من المرجح أن نرى التدرجات في كل مكان، على الأقل لفترة من الوقت، إلى أن نكتشف طريقة مختلفة لتمثيل تواصل التكنولوجيا معنا.
1 فكرة عن “لماذا تصاميم الذكاء الاصطناعي كلها تدرجات لونية؟”
رائع
عن المقال