تطوير الهوية البصرية | الخوذ البيضاء أنموذجا

بطاقة المشروع

العميل: الخوذ البيضاء (الدفاع المدني السوري)
الصناعة: الدفاع المدني
المشروع: إعادة تصميم الهوية البصرية - تطوير الشعار - تحريك الشعار.
الهدف: تحديث الهوية البصرية وتوحيد مظهرها الخارجي والتفاعل مع الجمهور بصورة أفضل

خلفية المشروع:

الخوذ البيضاء هي منظمة إنسانية غير ربحية تكرس عملها لمساعدة المنكوبين في سوريا (سايكس بيكو) نشأت هذه المنظمة من فوق متطوعة لإغاثة المتضريين بالقصف ومساعدة الجرحى تحت الأنقاض، نشأت هذه الفرق بشكل غير مخطط له بل في كل بلدة ومحافظة يتجمع هؤلاء الشباب سويا لمساعدة أهلهم المضهدين. فبدأت الفكرة والنواة الأساسية بعد الثورة السورية في سنة 2012م ثم تحولت إلى شبه مؤسسة بعمل منظم مع ضعف الإمكانيات وحتى التوقيع على ميثاق المبادئ في 2014

بعض الإنجازات في هذه الفترة:

وهي تضم اليوم أكثر من 130 مركز و أكثر من 3000 متطوع من جميع مناطق البلاد وفقدنا منهم أكثر من 304 شخص أثناء عملهم وأنقذنا ما يقارب 125 ألف وأزلنا أكثر من 23 ألف ذخيرة غير منفجرة وقصفنا أكثر من 70 مرة أعدنا تأهيل 370 مدرسة وطبعنا 1340 كتيب توعوي وأقمنا أكثر من 36000 محاضرة توعوية، و 3650 إشارة طرقية وتحذيرية

وقد ذاع صيت الخوذ البيضاء على المستوى العالمي في آخر حدث وهو الزلزال الذي وقع وانتشرت العديد من الصور والمقاطع على وسائل التواصل لهذا الفريق وخصوصا هذه الصورة.

تصميم صورة للمراحل الإنتقالية في حياة المشروع من 2012 إلى 2023

نطاق العمل:

ينحصر عملنا في تطوير الهوية البصرية وتحسين الشعار مع الحفاظ على التاريخ القديم الذي بذلناه وأيضا توحيد المظهر الخارجي وحل المشاكل البصرية والمنهجية في عملنا فقمنا أول بقراءة جميع ما تم كتابته عن المشروع ثم بدأنا بتحليله وتلخيصه وتحليل المشاكل والأخطاء التي وقعوا بها.

بداية الرحلة | الاستكشاف

كانت أول خطوة لنا في تطوير الهوية البصرية للخوذ البيضاء أن نبدأ بقراءة كل ما تم كتابته عن الدفاع المدني ومعرفة تاريخ العمل وإنجازاته وبماذا يؤمن وماذا ينشر ويقدم وكيف يحصل على التبرعات وكان ذاك عبر موقعهم ووسائل التواصل الخاصة بهم فوجدنا لديهم ميزة مهمة وهي التوثيق وكثرة الكتابة وهذا ما أفادنا جدا في هذه المرحلة، إلا أن كثرة الكلام اضطرتنا إلى تلخيصه وإعادة تشكيله لتوفقيه مع علم استراتيجة العلامة فالهوية البصرية هي ثمرة من الاستراتيجة لذلك فمن الاستراتيجة نبدأ دوما، وكنا نركز في هذه المرحلة على كثرة الاستماع ومشاهدة الصور التي يقومون بتنزيلها وعلى الأفلام التي تصدر عنهم فلقد وجدنا فلما كاملا تم إخراجه على نيتفليكس مما يعزز قيمة الخوذ البيضاء على المستوى العالمي ولا يحصره بالمكان المحلي وهذا زاد علينا المشقة في صناعة منتج يتناسب محليا وعالميا، ولم يكن هناك إهمال للجانب البصري فكنا نقوم بتحليل كامل للألوان والخطوط المستخدمة في المشروع وبدأنا بترصد الشعارات التي كانت تستخدم مما أفادنا في تحديد المشاكل أكثر وأكثر

المطبات الكبيرة | تحليل الأخطاء

بعد الرصد والقراءة والتحليل بدأت تظهر لنا المشاكل البصرية الكبيرة وسوء الاستخدام لأهم عنصر من عناصر الإعلام ألا وهو الجانب البصري ووجدنا المشكل تنحصر في عدة جوانب نذكر أبرزها:

مشاكل في الشعار:

أما مشاكل الشعار فهي مشاكل كثيرة ولعل من أهمها عدم استخدام نسخة واحدة فللشعار نسخ كثيرة في كل منطقة من الفروع تستخدم نسخة بل وأحيانا تتحرك العناصر ويتغير تكوينها وتتغير ألوانها بشكل كامل

ولكن في الفترة الأخرى استقرت أغلب الفروع على شعار واحد إلا أن في هذا الشعار أيضا ما يزيد عن ثمانية مشاكل ولعل من أهمها:

1. استخدام عناصر مستهلكة (فالشعار لا يجوز فيه أن نضع أشكالا مستهلكة مألوفة لأنها لن تميزه عن غيره وستسبب مشاكل للفئة المستهدفة التي تثق بنا، فلا نستخدم شكل خوذة متداولة كأيقونة عامة أو خريطة سوريا التي أيضا هي متداولة بشكل مشهور فلا يرها أحد على أنها شعار فعلي)
2. كثرة التفاصيل والعناصر (استقرت قواعد التصميم على البساطة وتقليل الأشكال إلى عدد محدود وذلك لسهولة الحفظ والتذكر عند الفئة المستهدفة)
3. التوازن البصري (بدون التوازن واستعمال النسب الهندسية سيؤدي هذا إلى إحداث خلل غير معروف السبب وذلك لأنه لم ينبنِ بطريقة صحيحة من البداية)
4. كثرة الألوان (فالشعار يحتوي على أربعة ألوان وحتى هذه الألوان هناك مشاكل لونية فيها وفي تمازجها سويا فتحتاج إلى تعديل بسيط)
5. الإصدارات المختلفة (من أهم الركائز لشعارات المؤسسات الكبيرة التي يستخدم شعارها على مختلف الأماكن والأشكال أن يكون مرنا يتناسب مع كل الأحوال مثل أن يستخدم أيقونة وحسب أو أيقونة وكلاما بشكل عامودي أو أفقي)
6. دعم اللغات المختلفة (يحاول الدفاع المدني في بعض منشوراته الكتابة باللغة الإنجليزية لإيصال الصوت ولكن عندما يكون الشعار عربيا وتكلم الأجانب فسيشكل هذا عائق في التواصل ففرضا لو أراد أحد التبرع فلن يستطيع البحث عن الاسم لأنه لا يحسن قراءة العربية أصلا)
7. الرسم الدقيق للشعار (فالشعار مرسوم بطريقة عشوائية جدا وتظهر هذه المشكلة أكثر عند تكبير الشعار فتظهر كل العلل الخفية فيه)

وهذه أهم المشاكل التي لاحظناها في الشعار والتي تجربنا على تطويره وتغيره.

مشاكل في الهوية:

أما مشاكل الهوية فهي أكثر بكثير من الشعار وذلك لتوسعها واتساع استخداماته ولكننا نستطيع حصرها أيضا في بعض المشاكل منها:

1. الألوان
2. الخطوط
3. الأيقونات
4. الرسومات التوضيحية
5. المنشورات
6. الصور الفوتوغرافية
7. المعاني النفسية
   وهذه أمثلة لهذه المشاكل التي تمت ملاحظتها:

وأدى وجود هذه المشاكل إلى شيء أكبر من هذا ألا وهو:
عدم توحيد المظهر الخارجي مما يؤدي إلى إرباك الفئة المستهدفة وإرباك المتبرعين المختلفين، وأدى إلى اختلال في إيصال الرسائل الإعلامية المناسبة وحتى هذا أدى إلى صعوبة عامة في عمل فريق وسائل التواصل فليس أمامهم خطة واضحة وطريق واحد فكل منهم يجتهد حسب رأيه فإذا جاء شخص أخر عمل أيضا حسب اجتهاده وليس هناك سلك ناظم ينظم تصرفاتهم وأعمالهم

مشاكل في الموقع:

استعنت في هذه الجزئية بصديقي مصمم المواقع علاء المقداد حيث حلل العديد من مشاكل الموقع ووضحا لي وكانت هذه المشاكل على مستوى تصميم واجهة المستخدم وعلى مستوى تجربة المستخدم أيضا، بل وجدنا مشاكل في برمجة الموقع أيضا وعدم قابليته للتغير والتناسب مع المقاسات المختلفة، بل ورأينا مشكلة كبيرة في حجز الدومين وسرعة الموقع وتصدره على وسائل البحث، مما جعلنا نفكر في إنشاء موقع إلكتروني جديد وذلك لكثرة المشاكل والأخطاء في الموقع الأصلي.

مشاكل في المحتوى:

أثناء رصدنا واستكشافنا للمنظمة على وسائل التواصل وعلى موقعهم الشخصية وجدنا من عدم وضوح الرسالة الشيء الكثير فعندما تدخل للموقع تجد أنك تقرأ لصحيفة إخبارية توثيقية وليس أنك تقرأ لمنظمة إنسانية تسعى لإغاثة المجتمع فكل كلامها شبه خال من الرسائل العاطفية بل هو كلام نخبوي توثيقي يهم الصحف والجرائد، وهذا لعله عامل رئيسي في قلة المتبرعين مقارنة بما سيتغير عند تغير هذا العنصر، ثم إن المشكلة الأساسية أنه لا يعرف من يخاطب فتارة يكون هناك منشورات باللغة العربية وتارة بالإنجليزية وتارة بالتركية مما يجعل من الصعب جدا فهم الرسالة وتحديد جمهورها، ولكن هناك أمور مشرقة نالت إعجابنا وخصوصا المحتوى الذي يخاطبون به السكان المحليين ويقومون بتسجيل دروس توعوية عن كيفية التعامل مع الحرائق والقذائف

مشاكل في التبرع:

وهذه كانت أيضا من الجزئيات التي حللها صديقي علام المقداد حيث رأى أن التدفق للتبرع تدفق مريب جدا لدرجة قد تجعل المتبرع يشك فيها ففي موقع الرئيسي هناك زر للتبرع إذا ضغط عليه سينقلك إلى دومين وموقع مختلف تماما وذلك الموقع لا يحتوى على أي من ألوان الشعار أو الهوية وفيه خيارات عجيبة، ويظهر تصميمه من القرن الماضي مما يزيد في نسبة الشك والريبة، ووجدنا المشكلة الأكبر وهو عدم توفر اللغات العالمية في الموقع مما يستبعد جزء كبير من المتبرعين الذين تعاطفوا مع هذه المؤسسة وأحبوا أن يمدوا يد المساعدة لها.

مشكلة الاسم:

من القيمة الأساسية التي وجدناها عند الدفاع المدني أنه “مجتمع غير نخبوي” فهو من عامة الشعب وليس من النخبة المختارة فقط وهو يلبي جميع متطلبات الفرد بعيدا عن توجهه الديني وتوجهه المذهبي فيركز على خدمة الشعب المدني بكل طبقاته ولا يفاضلون بين أحد والآخر

ووجدنا أن الإسم الذي اختاروه وهو اسم الدفاع المدني السوري اسم مؤسسي وهذا الاسم المؤسسي بطبيعة المؤسسات يأخذ معنى البعد عن الجماهير ونراه دائما متعاليا عن باقي الطبقات فلذلك ووجدنا أن الشعب عموما لا يناديهم أبدا بالدفاع المدني بل قد تعارف عند الجميع مناداتهم بـ الخوذ البيضاء وهذا بسبب الخوذ البيضاء المميزة التي يلبسونها وتلمعوا من وسط الركام فلذلك كانت تسمية الدفاع المدني هي تسمية رسمية أكثر منها واقعية فالناس كلها تعارفت على الخوذ البيضاء وحتى هذا ترسخ عالميا أكثر فأكثر مع فيلم نتفلكس والصور المنتشرة لهم بخوذهم البيضاء.

فكل هذه الأمور جعلتنا نفكر بالابتعاد عن اسم الدفاع المدني السوري والتوجه إلى ما تعارف عليه الناس والنزول إلى مستواهم وتطلعاتهم وتغيير الاسم إلى الخوذ البيضاء فبهذا يكون الاسم مناسبا أكثر للجماهير ومتعلق بهم ويقترب من عواطفه وآمالهم

تجهيز الأغراض للرحلة | بناء أسس الاستراتيجية

في الاستراتيجية بدأنا باستشفاف جميع الخطط الاستراتيجية من خلال الكلام المكتوب لديهم على موقعهم، فخرجنا بمجموعة معينة من المفاهيم الأساسية التي نحتاج إلى التركيز عليها مثل المهمة الأساسية التي يسعون لها والرؤية الخاصة بهم والفئة المستهدفة والقيم التي يؤمنون بها

وهذه مهمة جدا لأنها هي ما سنعكسها في مشروعنا بصريا

وفي هذه المرحلة قمنا بالتعديل على بعض طرق صياغة الكلام وحذف المكرر وتخصيص الكلام ليكون موحدا فمثلاً كان السلوغن أو الشعار الملفوظ لهم هو “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” فلاحظنا طوله وخصوصا أنه متداول جدا فقمنا بحذف الجزء الأول “ومن أحياها” وأصبح النص “فكأنما أحيا الناس جميعا” كناية أن الدفاع المدني قد أحياها وأيضا لأن الآية مشهورة فحذف أولها لا يعني نسيان ما قبلها بل ستتبادر للذهن سريعا

النظر للخريطة | تحليل المنافسين

قبل أن نذهب إلى أي مكان وقبل أن نزور أي معلم سياحي نبدأ أولا بقراءة الخريطة وبالنظر إليها ونعرف كيف ذهب من كان قبلنا ثم نستفيد من تجربته وننقض أخطائه ونبني عليها إلى أن نصل إلى تجربة أفضل وأجود
وهذا ما فعلناه في هذا المشروع فأول ما قمنا به هو تقسيم المنافسين إلى منافس مباشر وغير مباشر
وهذا التقسيم لا يعني أننا نتنافس معهم ونحاول أن نغلبهم ولكن المقصود هو المشاريع والمنظمات التي تعمل في نفس الحقل الخاص بنا

المنافسون المباشرون:

فكان من المنافسين الذين يعملون نفس عملنا تماما من نفسين مباشرين هو بشكل أساسي الدفاع المدني في الدول المجاورة والدول الأخرى وهذا منظور عالمي فالدفاع المدني هي مؤسسة عالمية وانشأت لهذا الأمر
فجمعنا شعاراتهم ووجدنا ضعفا عامة في الهوية البصرية في هذا الجانب وهذا غالبا لإهمالها في المناطق التي يقل فيها الصراع وتقل فيها الأزمات ولذلك فهذا يحملنا عبئا إضافيا عليهم

فجمعنا مختلف الشعارات للدفاع المدني من دول سايكس بيكو أو من الدول الأوروبية والغربية ورأينا وكانت للأسف يوجد بها الكثير من المشاكل إلا أننا لفتنا وجود شكل مثلث في الشعارات مما أثار تساؤلنا ما علاقة المثلث بالدفاع المدني مع أن المثلث غالبا يستخدم في الأمور الخطرة ويستخدم للتنبيه على القوة وليس له علاقة مباشرة بالدفاع المدني

فبعد بحث حثيث تبين لنا وجود مصطلح جديد وهو مثلث النار وهذا كان مفهوما أساسيا عند الدفاع المدني فهو يعني أن أي حريق يتكون من ثلاثة عناصر وثلاثة أضلاء فهذه الفائدة لو لا تحليلنا المنافسين لم نستفدها أبدا منه

فكرة مثلث أو مضلع النار:

مثلث أو مضلع النار (Fire Triangle Or Tetrahedron) هو شكل توضيحي للعناصر الثلاثة لاشتعال النار. إذا غاب أحد هذه العناصر، فإن النار ستنطفئ وهي:

1. الحرارة: ضرورية لإشعال واستمرار النار. يمكن إزالة الحرارة برش الماء أو استخدام المساحيق الكيميائية أو الغازات.
2. الوقود: هو المادة القابلة للاشتعال التي تحترق. عند انتهاء الوقود، تتوقف النار.
3. الأكسجين: عنصر مؤكسد ضروري للاحتراق. تقليل الأكسجين يمكن أن يطفئ النار، لكن ذلك صعب في المناطق الواسعة والمفتوحة.

المنافسون الغير مباشرين

أما المنافسون الغير مباشرين فهم كثر وخصوصا في منطقة الشمال السوري خصوصا أنها منطقة نشطة بالمجتمعات الإنسانية والمجتمعات المساعدة لهذا الشعب المنكوب فقمنا بتحليل أشهر المنافسين الغير مباشرين في هذا المجال وتحليل مواقعهم وكيفية التبرع لديهم وما هي الألوان المهمة التي يستخدمونها وما هي الخطوط وما هو التوجه الفن العام وكيفية كتابتهم للمحتوى الخاص بهم فكان تحليلا شاملا لمعرفو ما يوجد عندهم والاستفادة من خبراتهم ومشاكلهم وقدم الوقوع بها

نظرة على السبل المتعددة | المود بورد

ثم بدأنا في مرحلة المودبورد وهي مرحلة نجمع بها مختلف عناصر الهوية البصرية فنجمع الشعارات التي تعبر عما نريد ونجمع بها مختلفة حاصل الهوية البصرية نجمع بعض الأشكال نجمع بعض الألوان نجمع الإيقونات وكل هذه مرحلة هي مرحلة شبه استكشافية أيضا ولكن بطريقة بصرية فنجمع جميع الأمور ونعلق عليها ونكتب عن ما يلفت انتباهنا أكثر وما نستطيع أن نستغله لصالحنا

المحطة الأولى | العصف الذهني

بدأنا بعدها بمرحلة توليد الأفكار فبعد أن أصبح التوجه العام للمشروع الذي سنذهب إليه واضحة بدأنا بالتفكير بالأفكار التي سنستعملها لنصل إلى ما نريد
فقمنا بعملية العصف الذهني وهي عملية مشهورة لاستخراج الأفكار فأخذنا القيمة الأساسية التي حددناها من كلامهم وأخذنا المشاعر الأساسية التي نريد التعبير عنها وبدأنا بالبحث عن الأفكار التي نريد وبدأنا باستخراج العديد من أفكار الشعارات وبعض المفاهيم التي نريد تجسديها

المحطة الثانية | رسم السكتشات

وكانت عملية الرسم تتم بشكل أساسي على الـ Graphic Tablet الموصول بالكمبيوتر فنقوم بالرسم بشكل رقمي (ديجيتال) وتحسين الرسمة شيئا فشيئا إلى وصلنا إلى ما نريده

بعملية تطوير الشعار من منظور شكلي فقمنا بتحديد الشكل القديم نفسه وبدأنا بتطوير الشكل الشعار لنصل إلى أفضل أصدار منه فقمنا بتغيير بإعادة رسم الخريطة إلى أبسط صورة ممكنة في كل مرة نحاول رسمها بطريقة معينة بحيث أي شخص يراها يعرف أنها خريطة سايكس بيكو سوريا ويعرف بنفس الوقت أنها ليست أيقونة وهنا التحدي فنحن لا نريد أن توصل إنطباع أنها أيقونة شائعة ولا نريد أن تكون مميزة جدا بحيث لا تظهر أصلا إنها خريطة سوريا فكان هذا بالنسبة لنا تحديا كبيرا جعلنا ننتج مئات والكثير جدا من أشكال الخريطة إلى أن وصلنا إلى ما نريد

ثم بعد أن انتهينا من رسم الخريطة فقط قمنا بعرضها على أكثر من شخص وأخذ رأيهم وسؤالهم ما هذه فكلهم أجمعوا أن هذه خريطة سوريا فكان هذا الشيء واضحا لهم من المظهر الخارجي لها وهذا كان مؤشرا رائعا لنا من لنستمر في عملنا وتطويرنا

ولكن نحن كنا في المرحلة الماضية نبني كل شكل لوحده فبنينا الأيقونة الخاصة بخريطة سايكس فيكو سوريا لوحدها وبنينا أيقونة الخوذي لوحدها بدأنا بجمعها سويا ثم بتحليلها وتحليل كل واحدة منها ومشاكله ومزاياه إلى أن وصلنا إلى مجموعة لا تقل عن خمسة شعارات نريد أن نختار بينها بدأنا بسؤال المختصين من أصدقائنا ومعرفة انطباعاتهم عنه، إلى أن اخترنا شكلا من بينها وهو هذا الشكل

قمنا بعدها بتطوير الخوذة وهنا كان التحدي الأكبر فالخوذة هي أيقونة مشهورة وهنا المشكلة فلا يصح استخدام الأيقونات المشهورة في الشعار وذلك لأنها مستهلكة وتعطي انطباعا أنها ليست شعارا أصلا بل إنما هي أيقونة موضوعة يمكن الاستغناء عنها ويمكن وضع غيرها وخاصة مع شعارنا هذا الذي لا يضبطه شيء ففي كل مرة يستخدم المشروع ألوانا مختلفة ويستخدم خطا مختلف فيعزز أكثر فكرة أن هذه أيقونة وليست شعارا أصلا

فلذلك قمنا بتطوير أيقونة الخوذة ولا أخفي عليكم فقد يئست كثيرا وشعرت بشعور سيء جدا لأن هذه المهمة من أصعب المهام فأنا أريد أن أرسم خوذة والخوذة من أكثر العناصر التي تم رسمها فهي مشهورة وهي متعلقة بأكثر من مجال فلذلك كثرت رسوماتها وزادت صعوبة التحدي بدأت بالمحاولة شيئا فشيئا ومع تشجيع صديقي علاء المستمر استمررت في العمل وبدأت بالبحث عن أفضل نموذج حتى أن تجد الكثير جدا من الأشكال فجاء صديقي علاء وبدأنا نعمل سويا على تحديد مشاكل كل قسم منها وترجيح أيهما أفضل وبهذا وضعنا أنفسنا وأخيرا مع نسخ الشعارات المختلفة

وبدأنا بعدها بتجريب هذا الشعار فقمنا بطباعته لنعرف هل سيظهر هذا الشعار على المطبوعات الصغيرة وتغيير أحجامه وبدأنا باختباره على الألوان المختلفة لنرى مدى قوته وتحمله فهناك كثير من الشعارات التي تراها لأول وهلة ممتازة ولكن عندما تصغرها أو تكبرها تبدأ المشاكل أو عندما تغير لونها من الأبيض إلى الأسود أو من الأسود إلى الأبيض تبدأ المشاكل بالظهور ولذلك رأينا هذه المشكلة وذهبنا إلى الطباعة لنتأكد 100% أننا على الطريق الصحيح.

المحطة الثالث | إنتاج الشعار

بعد أن قمنا بكل المراحل السابقة وأصبح شكل الشعار وعناصره واضحة ومعانيه متضحة بدأنا بمرحلة إنتاج الشعار إنتاجا صحيحا ودقيقة ففعليا كل ما تم سابقا هو مجرد سكتشات ورسومات مبدأية لذلك سبندأ باختيار شبكية وطريقة هندسية لصنع الشعار وذلك لضمان تناسب الأحجام وهذا سيوفر علينا الكثير من الأمور كما سنوضح مستقبلا

وكان هناك محاولات كثيرة وتجربة بعدة طرق وعدة شبكيات هندسية لأصل إلى ما أريده

الشعار الأيقوني

كان في الشعار الأيقوني ثلاثة جوانب وهم:

1. الخريطة
2. الخوذة
3. الزائدة
   والتحدي كان بالنسبة لي أن أجعلهم نسقا واحدا لذلك بقيت فترة كبير في بنائها حتى بنيت كل واحدة منهم على حدة بشبكة خاصة ثم جمعتهم تحت مظلة واحدة
   وكان الشعار بداية ما زالت في مشاكل وذلك لأن شكل الخريطة غير متساوي ومتوازن خصوصا من الفراغ السفلي فلذلك قمت بإضافة شكل يقابله هو الزائد والذي يدل بشكل أساسي على المساعدات وأيضا هو أشبه بالسهم الذي يشير إلى منطقة إدلب وهي منطقة من المناطق التي توسعوا فيها وتعد مركز ثقل في المناطق المحررة من سيطرة النظام السوري المجرم

ولكنا وجدنا مشكلة كبيرة في الشعار بعد أن انتهينا من الخوذة والخريطة وهي أن الخوذة مرسومة بطريقة دائرية والخريطة قد رسمت بطريقة حادة قوية وليس فيها أي إنحناء إلا مكان واحد وهو ضرورة ومقابلة للشكل العلوي

وهنا بدأت برسم أيقونة الخوذة مرة أخرى بطريقة هندسية صلبة ليس فيها تدوير ووصلت إلى النتيجة النهائية التي كانت فعلا قريبة إلى ما نريد ومتوائمة معها، نعم قد جاءت بعض الانتقادات أنها غير واضحة وهذا طبيعي فنحن غيرنا طريقة الرسم وغيرنا المنظور فهذا صعب المهمة قليلا ولكن ما جعلنا نتجاوز هذه الجزئية هي وجود كلمة خوذة داخل الشعار وأيضا ليس من الضروري أن تكون أجزاء الشعار واضحة للناس كافة بل يكفي أن يوصل المشاعر والصفات التي نريدها

وبعد وقع الاختيار على الخوذة وعلى الخريطة وجدنا مشكلة أخرى وهي أن أيقونة الخوذة عندما نضعها في المنتصف فإن المنتصف الخاص بها غير متوازن وذلك نظرا لشكها فبدأت أبحث حتى أنني لخصت منشورا حول هذا الموضوع على التلغرام لمن أحب أن يعود إليه، حتى وصلت إلى المنتصف البصري لا الهندسي وأصبح الشكل متوازنا.
وطبعا وجود شلكة هندسية صحيحة جعل من السهل إختيار الأحجام والأوزان

الشعار الكتابي

كان الشعار الكتابي القديم من الخط الكلاسيكي الذي أصبح لا يدل على معنى بسبب كثرة استخدامه في كثير من الأماكن وكان اختياري منذ البداية أن أتجه لخط قوي وخط أيضا فيه بعض الرسمية وبعض إعطاء الهيبة، فلذلك قررت أن يكون من خط النسخ الخطي الحديث ولذلك وقع اختياري على الخط الرائع الرصين Lenos Typeface وهو من بيانات الشهيرة، وتناسق الخط العربي مع الإنجليزي رائع جدا وذلك أراحني من مهمة تنسيق العربية بالإنجليزية

إصدارات الشعار المتعددة

الآن بعد أن تم اختيار الشعار الأيقوني والشعار الكتابي بدأت ببناء الإصدارات والنسخ المتعددة فأثناء مرحلة البحث قررت عدد النسخ التي أريدها وهي:

1. نسخة ايقونة فقط
2. نسخة كتابية عربية وإنجليزية (يتم وضعها في الفوتر)
3. نسخة ايقونة مع إصدار أفقي عربي
4. نسخة ايقونة مع إصدار عامودي عربي
5. نسخة ايقونة مع إصدار أفقي عربي-انجليزي
6. نسخة ايقونة مع إصدار عامودي عربي-انجليزي
7. نسخة ايقونة مع إصدار أفقي انجليزي
8. نسخة ايقونة مع إصدار عامودي انجليزي
9. نسخة الختم المصغر
10. نسخة عربية إنجليزية دائرية

وطبعا كما ذكرت سابقا أنه بسبب بناء الشعار على شبكية واضحة فأصبح القيام بأمر الإصدارات أمرا سهلا

المحطة الرابعة | أسس الهوية

نعم أعلم لقد مللت لمجرد القراءة فما بالك بمن عمل كل هذه الخطوات، ولكن المعونة على قدر الحمل والمشقة، وتذكر أن النفوس إذا كانت كبارا تعبت في مرادها الأجساد، فلا لذة إلا بعد تعب، ولعل الله يرى من محاولتنا ما يرفعنا به ويفتح لنا من أبوابه علمه والتعرف عليه.

بدأنا ببناء أسس الهوية فبعد أن انتهينا من الشعار بكافة تفاصيله بدأت بمرحلة مهمة وهي اختيار باقي أسس الهوية وهي:

الألوان

اختيار الألوان عملية دقيقة وباعتبار أنني أقوم بتطوير هوية وليس بإنشاء فلا يجب أن أهمل الجانب السابق من اختيار الألوان وكانت عموما ألوانا جيدة وليس فيها مشاكل كثيرة فكان عملي على اختيار اللون المناسب للطباعة واللون الملفت للانتباه فحافظت على الألوان السابقة وأضفت ألوانا أخرى لتزيد من الصفات والمعاني التي أسعى إليها وكان تركيزي على إضافة معاني الأمل عبر الألوان المشرقة والفاتحة

وطبعا وسعت الألوان أكثر عبر وضع ألوان فاتحة وغامقة من نفس اللون الرئيسي

الخطوط

من خلال تحليلي للخطوط المستعملة القديمة وجدت ما يزيد عن 5 خطوط لذلك بدأت بانتخاب أفضل الخطوط المعبرة وقررت أن تكون الخطوط نوعان واحد للخط الرئيسي وواحد لعناوين الكبيرة

فوق اختياري على خط ذا سانس الرائع وخط القاهرة الشهير جدا
واخترتهم بسبب مناسبتهم للغات المتعددة وأيضا جودة رسم محارفهم وأيضا كثرة أوزانهم

المحطة الخامسة | العناصر البصرية

العنصر الرئيسي

لكل هوية عنصر رئيسي يعتمد عليها وكان العنصر الأساسي هي المعين والتي هي دمج بين مثلثين وهي النقطة المستخدمة أيضا من خط النسخ فتضيف رسمية وقوة، وهذا العنصر نستخدمه في كثير من الأماكن مثل التكوينات العامة والفواصل بين العناصر وإطار الصور وأيضا

النقش المتكرر

النقش شيء أساسي وخصوصا للكتب التوعوية والفيديوهات فكلها تحتاج إلى فواصل وخلفيات معينة فالنقش خر شيء لها ولذلك بنيت النقش كاملا من شكل المعين التي عينتها من قبل

وهناك نقش أخر وهو متغير من الأشكال الأساسي وهو على شكل الرادار الراصد وهذه الفكرة خرجت لي من العصف الذهني في البداية وهذه بعض الأشكال

النمط الفوتوغرافي

تركيزي على الأمل والبياض انعكس بشكل كبير على أسلوب التصوير الفوتغرافي ووضعت له بعض القوانين التي سنعزز قوة الصورة أكثر فأكثر

ولعل أهمها أن نحفاظ على بياض السماء وصفائها مما يضيف أفقا واسعة وتدل على الحرية وهي مناسبة جدا مع الاسم “الخوذ البيضاء” وأيضا سنميز الصور وأنها تابعة للخوذ بصورة كبيرة جدا

وإضافة الروح البشرية لا تكون مجرد أبنية وآليات بل يجب أن يكون هناك بعض متوطي الخوذ البيضاء وذلك تأكيدا على وجودنا وفعاليتنا وإسنادنا للمدنيين في كل مصائبهم

وأن نترك مجالا كبيرا للكتابة والتعليق على الوقائع وتوثقيها فالصورة هي وسيلة لإيصال رسالة وليست الرسالة مجرد المشهد

المحطة السادسة | التطيبقات

وأيضا باعتبار أننا نريد أن نعبر عن الأمل والصبر والحرية فيجب أن تكون ألوان الصورة ألوانا باردة غير حارة لأن الباردة هي ألوان لطيفة وغير حادة وساحنة

واخيرا هنا أهم مرحلة فهي التي نجمع فيها كل ما سبق في تصميم واحد سائغ للناظرين يلامس مشاعرهم ويعبر عن شخصيتنا الحقيقية

كان التطبيقات متعددة المحاور فمنها ما طبقناها على الستوري والحالة ومنها على المنشورات والبوستات ومنها على الوثائق والملفات التعليمية وعلى المطبوعات واللافتات المنتشرة عموما، وأيضا الصور والأعلام

المحطة السابعة | الدليل الإرشادي

وكل الكلام السابق حول المحاور الأساسية هي موجودة في الدليل الإرشادي فكل شيء موثق وسهل الفهم بحيث مهما جاء مصمم جديد فيحافظ على صورتنا الثابتة ولا يجتهد خارج هذه القواعد.

النتيجة النهائية

والآن مع المرحلة الأخيرة وهي عرض النتائج التي توصلنا لها بعد هذه الرحلة الطويلة التي بذلنا فيها أوقاتنا سواء لصنعها أو توثيقها، فتوثيق هذا الكلام بقيت فيه ما يقرب ثلاثة أيام فنسأل الله التوفيق والقبول، ونرجو منكم أن لا تبخلوا بمشاركة رابط هذه المقالة مع من تحبون

أهم النتائج التي حققناها تنحصر في ثلاثة محاور:

1. توحيد المظهر البصري كاملا في كل التطبيقات
2. بناء العناصر البصرية على الشخصية المليئة بالأمل والقوة والبطولة والحرية
3. إصلاح المشاكل وتهيئة الهوية للانتقال إلى المستوى العالمي

وهذا كل شيء ويمكنك مشاهدة المشروع كاملا من هنا

وإن كنت من محبي الفيديوهات والمقاطع المرئية فلا تقلق قد قمت بتلخيص المحتوى لفيديو ممتع مرئي شاهده الآن