تخيل كيف يمكن أن تزيد أرباحك خمس مرات دون جهد كبير؟ قد يبدو هذا مستحيلاً، ولكنه حقيقة. سأشارك معك تجربة واقعية حدثت وتعلمت منها الكثير، والأجمل من ذلك أنك يمكن أن تطبقها على مشروعك بسهولة و ستستطيع مضاعفة الأرباح لديك بتغيير الهوية البصرية والعمل عليها… تابع معي
مقدمة
في عالم تسويقي يزداد تنافسية، يبحث رواد الأعمال عن طرق مبتكرة لزيادة أرباحهم. بينما قد تبدو مضاعفة الأرباح خمسة أضعاف حلمًا بعيد المنال، إلا أنها مع ذلك أمر حقيقي من يتقنه يملك مفاتيح أموال الناس.. ثم إن قصة “palessi” تُقدم لنا تجربة واقعية تُثبت إمكانية تحقيق هذا الهدف من خلال خذعة ذكية تعتمد على مضاعفة الأرباح عبر تغيير الهوية البصرية .
السر وراء مضاعفة الأرباح
غالبًا ما يكون سبب غلاء المنتجات ليس المنتج نفسه أو المواد والخامات التي يعتمد عليها المنتج، بل يكمن في بناء العلامة التجارية وسيطرتها على عقول الجماهير، فكثيرا ما نرى المنتج يحمل سعرا عاليا لأنه قادم من الشركة الفلانية أو الماركة الفلانية.. فأنت تدفع أرقاما كبيرة فقط لأنك تشتري من الجهة الفلانية وهذا ما نسميه العلامة التجارية وهو أسمى مقاصد العلامة التجارية
حملة تسويقية من Payless
“بايلس – Payless” هي علامة تجارية مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية تبيع الأحذية بأسعار مخفضة، مستهدفة عامة الناس بطبقتهم الشعبية التي تدفع أسعارا رخيصة وتحصل على جودة موازنة لها. لاحظ فريقهم التسويقي أن الناس يذهبون لشراء أحذية غالية ربما عشرين ضعف ولكن مع ذلك جودتها مساوية لما يملكونه!!
فقاموا بتجربة غريبة تثبت هذه النظرية وهنا بدأ العمل..
فذهب الفريق وأستأجر متجرا في أرقى الأماكن لمدة 5 أيام ليجري أبحاثه حول هذه النظرية.. ومن أوائل الأمور التي اهتموا بها هو تغير الهوية البصرية لأنه من السبل الرئيسية لـ مضاعفة الأرباح وذلك لعلمهم أن الهوية البصرية والمظهر الخارجي يؤثر على سلوك المستهلك وتوقعاته
هوية Payless القديمة
كان شعار بايلس القديم يعبر بشكل رئيسي على معنى عدم الفخامة الفاحشة والسعر المرتفع فنجد استعمالهم لأيقونة دائري وخط بسيط مليئ بالدوائر والانحنائات بالإضافة إلى كون الحروف الانجليزية التي كتب فيها الشعار حروفا صغيرة small letters/ lower case والتي أيضا تعبر عن اللطف فلم يكتبها بحروف كبيرة صارخة واثقة..
وحتى إذا شاهدنا متجرهم من الخارج سنراه متجرا بسيطا يعلق عليه بعض العروض ولا نرى فيه مظاهر الغنى الفاحش والبذخ.. فهذه نظرة عامة على هويتهم البصرية
هوية PALESSI الجديدة
قاموا بالتغير إلى هوية بصرية جديدة فخمة وراقية وتأخذ انطباعا من النظرة الأولى أنه يخاطب الأغنياء أصحاب الطبقات المتفعة وهذا منعكس على الشعار نفسه وعلى الهوية البصرية وعلى شكل المتجر ومقتنياته
فشعار PALESSI هو شعار باللون الأبيض والأسود التي تعبر عن الفخامة والرقي على غرار البراندات والعلامات العالمية في هذا الجانب، والحروف مكتوبة كلها بالحروف الانجليزية الكبيرة Upper Case فكأنهم واثقون من أنفسهم لدرجة كبيرة
وهذا التغير طال أيضا الهوية البصرية التي أصبحت مليئة بالصور الفخمة والتماثيل الفنية التي تعود للعصور القديمة وعصر الطبقية وأيضا انعكس شكل المتجر نفسه فنرى أن المتجر فيه بعض التماثيل وحتى الإضاءات فيه إضاءات ناعمة جدا مليئة بالمساحة السلبية والفراغ
قامت بعدها “بايلس” بافتتاح موقعا خاصِ بها وبفتح منصات على وسائل التواصل واعلنوا عن افتتاح المتجر ليأتي أعداد ضخمة من الزوار ويتكلموا بإعجاب شديد عن الأحذية وعن جودتها وحرفيتها العالية وليقوموا بشراء نفس الأحذية التي كانت تُباع بـ 20 دولارًا بسعر وصل إلى 600 دولارًا!
نعم بل قاموا بشرائها وهم في غاية السعادة وكأنهم حصلوا على صفقة العمر (هذه الحالة تتكرر في كل المنتجات بأسعار مختلفة وكيفية مختلفة إلا أن جوهرها واحد)
بعد أن قاموا بالشراء وأرادوا المغادرة طلب أصحاب المتجر من المشترين أن ينزعوا اللصقة التي وضعوها على الحذاء ليتفاجئوا بأن سعره الحقيقي 20 دولار فقط!! كانت صدمة حقيقية .. فقام الفريق بإرجاع المبلغ كاملا للزبائن وقاموا بإهدائهم الأحذية هدية.. وبذلك أثبتوا للزبائن عن أن غلاء الأسعار ما هو إلا من تأثير العلامة التجارية على عقول المستهلكين وليس دائما مرتبطا بالجودة العالية والمخيفة.. بل هم يبيعونك اسمهم.. وأنت كذلك تستطيع أن تبيع غيرك اسمك وأنت تكون خارجا من الصفقة سعيدا وهو سيكون سعيدا أيضا فلما تترك المجال لغيرك…
النتائج
أثبتت التجربة نجاحًا باهرًا. فقد أعجب المستهلكون بالهوية البصرية الجديدة، واعتبروا أن المنتجات ذات قيمة عالية. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار منتجاتهم أضعافا مضاعفة بسبب تغير في الهوية البصرية .
فإن أهم الدروس المستفادة من هذه التجربة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع هي:
- أهمية الهوية البصرية
- تأثير العاطفة على قرارات الشراء
- قوة التسويق والظهور الإعلامي
هذه التجربة تثبت أهمية البراندينج والهوية البصرية في تحديد قيمة المنتج. إذا كانت العلامة التجارية تُظهر الفخامة والجودة، فإن العملاء عادة ما يكونون على استعداد لدفع السعر الأعلى.
بالتالي، يجب على الشركات أن تفهم أن العملاء يشترون بناءً على العواطف أكثر من العقل، وأن البراندينج والهوية البصرية يمكن أن تلعبا دوراً كبيراً في تحديد قيمة المنتجات وجاذبيتها على الزبائن.
قمت بالتوسع بهذه الفكرة وسردها بطريقة مرئية فيها تفاصيل أكثر .. شاهد الفيديو الآن
