المقدمة
بعد انتهاء عصر التلفزيونات والراديوهات والتي كانت هي الطريقة الوحيدة لتخاطب الجماهير فيها، ظهر عصر جديد وسهل وسريع يتيح لأي شخص الظهور وبناء جماهير ضخمة بدون التكاليف السابقة ويعتمد بشكل رئيسي على الهوية البصرية وتصميم الصور البصرية ، ولكن مع كثرة هؤلاء الأشخاص أصحاب العلامات الفردية أو الشخصية ( أي ليسوا علامات تجارية ) تبيع السلع والخدمات بشكل مباشر، فعندما يشاهدون النجاح الباهر الذي حققه العلامات التجارية مثل ماكدونالد وستاربكس يحاولون التشبه بهم، فيأتون إلى مصمم ويطلبون منه شعاراً ليبدأ هولاء في طريقهم الناجح.
ولكن هل فعلاً يحتاجون إلى شعار… الجواب المختصر: “لا” في الأصل ولكن هناك حالات معينة تجعلك تحتاجه، ولكن دعنا نتكلم بشكل مفصل أكثر.
ما هي العلامة Brand
يحب الإنسان التفاعل مع الإنسان والإحساس بمشاعره فلن تتبادل الحب والمشاعر مع جدار مثلاً مثل حبك لشخص مقرب لك، وهذا لأنك كـ إنسان تثق وتحب الإنسان لذلك تقوم الشركات التجارية بصناعة العلامة التجارية أو Brand
والعلامة: عبارة عن شخصية غير حقيقة متوهمة فيصنعون له القيم والصورة المتخلية وأهم الصفات التي تميزه وكيف يخاطب الناس ويكلمهم ويضعون له هدفا يريد أن يفني حياته في تحقيقه ويختارون له لباسا معينا بلون معين وشكل معين متناسب مع الجمهور ويختارون له وجها وشعارا لا يشبه أحدا من البقية وتميزه بأول نظره له من بين جميع البشر فهذه طريقة التسويق الحديثة للشركات والمشاريع التجارية.
لماذا لا تحتاج العلامة الشخصية إلى شعار
فعندما نعلم أن المشاريع التجارية تقوم بصنع شعار لأنها تريد أن تتشبه بالبشر، نعرف أننا كـ مؤثرين وكعلامات شخصية لا نحتاج بكل تأكيد إلى هذا الشعار؛ فقد خلقنا الله وأعطى العلامة الشخصية لكل واحد فينا وجهاً وزرع فيهم فطرة، وكل شخص فينا حدد هدفا له … الخ، فلذلك فعندما تصنع شعارا لك كعلامة شخصية فحرفيا أنت تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، يجب أن تستغل ما أعطاك الله إياه وأن تظهر به.
لأوضح لك أكثر فجميعنا يعلم أن أقوى شخص يملك هوية شخصية في العالم ويعتبر من أبرز المؤثرين حول العالم هو: إيلون ماسك، بيل جيست، كرستيانو، محمد علي كلاي، وإذا عرضت لك أي صورة لأحدهم ستتعرف عليهم مباشرة صحيح!
هنا السؤال: هل جميع هؤلاء لديهم شعار واحد؟ أو هل تذكر لهم رسمة مثلا أو توقيعا يدل عليها!!
سيكون الجواب حتما لا وذلك لأنهم لا يحتاجونه أصلا.
ما يجب أن تركز عليه عند بناء علامتك الشخصية أو براندك الشخصي هو تطوير ذاتك وزيادتك مهاراتك وحسن مخاطبة الناس وتحديد أهدافك ومعرفة أساليب التسويق للوصول للناس، أما تصميم الشعار هنا فلن يقدم ولن يؤثر في هذه العملية.
هذا ليس تقليلا من قيمة التصميم ولكن يجب أن تعلم سلم الأوليات في تصرفاتك وأن لا تكون أعمالك مجرد تقليد للشركات الكبيرة، فوضعك وحالتك ومتطلباتك وفئتك المستهدفة مختلفة تمام الاختلاف.
الشعار لـ هوية العلامة الشخصية
ولكن قد تقول لي إن هناك أيضا الكثير من المؤثرين يملكون هوية بصرية خاصة بهم تعبر عنهم وعن مشاريعهم ولعل أشهرهم: أبو فله، نينجا، محمد إحسان، مستر بيست، فلماذا هم يملكون وأنا لا أملك؟؟
يتعلق الأمر كما ذكرت بمتطلباتك فعلاً لا يوجد قاعدة تقول في بناء العلامة الشخصية للمؤثرين: “إذا لم تصنع شعارا لك لن تنجح”
نعم لكل قاعدة شذوذ وحالات خاص فقد تحتاج إلى الشعار في هذه الحالات الثلاثة:
- لا تريد الظهور بوجهك
- تملك منتجات تريد حماية حقوقها
- تخاطب أكثر من جمهور وفئة مختلفة
في الحقيقة هذه الحالات قد تحتاج فعلا إلى شعار فيها، ورغم ذلك فهناك مئات البدائل والبدائل ولكن مع ذلك يبقى وجهك هو أهم ففي حال أردت أن لا تظهر وجهك فأنا أنصحك بشدة أن تظهر وجهك وأن تثبت نفسك أكثر وأكثر عند جمهورك وهناك مئات الدراسات التي تثبت زيادة ثقة البشر بنسبة كبيرة بمجرد رؤية وجه إنساني عوضا عن شعار وشكل لا نعرف من يقف خلفه!!
أما إذا كنت تملك منتجات وخدمات معينة تريد حماية حقوقها فقد يكون وضع شعار أسلوبا قويا للحفاظ على ما تنتجه ومن الأمثلة على ذلك كتابي “كيف تقيم شعارك لوحدك” فقد قال لي صديقي مازحا أنه يريد أن يسرق كتابي ويضعه باسمه فقال لي أنني لو فعلت ذلك فسيعرف الناس أنه لك. قلت له لماذا؟ قال لأنه يحتوي على ألوانك وطريقة تصميمك وخطك أي أنه خاضع لهويتك البصرية فحتى لو غيرت الاسم سيعرف الناس أنه لك!!
وهذه نقطة قوية جدا تميز الهوية البصرية ولكن كما لاحظت فكلامنا عن الهوية البصرية هنا أكثر من الشعار لأن الشعار لوحده لا يستطيع فعل شيء فحجمه 3 سم بـ 3 سم أما الهوية البصرية فهي منظومة كاملة تشمل جميع مظهرك الخارجي لذلك فهي ما ينصح به
وأما إن كنت تملك أكثر من فئة تخاطبها فمن أفضل الأمثلة على ذلك هو مستر بيست الذي يترجم محتواه لأكثر من لغة فيغير الشعار ليختلف مع كل لغة ولك كما ذكرنا فهناك مئات البدائل
أهم ما يجب التركيز عليه كعلامة شخصية
يجب أن نعلم أن المحتوى هو الأساس وأن بناء الشخصية هو الأساس وكل ما عداه هو عوامل مكملة ومساعدة فلذلك من أكبر الأخطاء أن ننظر إلى هذه المكملات والمساعدات على أنها أساسات قطعية نعم هناك مشاريع تجارية وبعض المشاريع الشخصية قد يكون التصميم فيها فعلا عنصر أساسيا لا يمكن العمل بدونه، أما المشاريع الشخصية التي تعتمد بشكل أساسي على محتواك وقيمته والرسالة التي تحملها فيجب بداية أن تركز على ذاتك ثم بعد ذلك تستطيع التطوير والتحديث ولكن إياك أن تستبدل وجهك بأي عنصر آخر فهو نعمة من النعم التي لاتحصى ولا تعد فعلا
ولذلك فالأسلوب الحديث للشركات والعلامات التجارية أن يبنوا بالإضافة للعلامة التجارية بجانبها علامة شخصية خاصة به ومن أكثر الأمثلة شهرة عالمية هو اقتران تسلة بإيلون ماسك بشكل كبير ولذلك فقد قام إيلون ماسك بتغير شعار تويتر واسمها إلى x لأنها اسم أول شركة فتحها فبدأ بإعطاء جميع المشاريع التجارية الطابع الشخصية الخاص به وكذلك اقتران آبل بستيف جوبز، وكذلك فإن الشركات التجارية بدأت تلجأ إلى المؤثرين والمشهورين ليسوقوا لهم منتجاتهم وهناك في التسويق قسم خاص عن التسويق بالمؤثرين مما يدل على أهميتها وعلى التوجه الحديث بقوة عليه
الخلاصة
في الخاتمة يظهر أن أصحاب العلامات الشخصية لا يحتاجون عادة إلى شعار، باستثناء حالات معينة مثل عدم الرغبة في الظهور بالوجه أو لحماية حقوق المنتجات ومع ذلك هناك بدائل للشعار، لذلك ينصح بأن يكون التركيز الأساسي لأصحاب العلامات الشخصية على بناء الهوية الشخصية وتقوية الجانب التسويق والبناء الشخصي لمهاراتك، بحيث يتم التركيز على ما يضيف قيمة أكبر لهذه العلامة الشخصية ، وطبعا كلامنا كله عن الشعار أما هوية العلامة الشخصية فهي مبحث آخر تماما وهي تختلف حسب مجال تخصصك.
الجواب المختصر: “لا” لأنك تملك الوجه الذي هو يقابل الشعار عند الشركات، لأن ما يجب التركيز عليه عند بناء علامتك الشخصية أو براندك الشخصي هو تطوير ذاتك
لا، العلامة الشخصية لا تحتاج إلى شعار، العلامة الشخصية هي علامة تمثيله لنفسه وشخصيته. احيانا قد يكون هناك شعار للعلامة الشخصية، ولكن هذا ليس شرطًا ضروريًا. الهدف الرئيسي هو بناء صورة تعكس الشخصية والقيم والسمات الفريدة للفرد وهي موجودة في الوجه أصلاً.
الأسلوب الحديث للشركات والعلامات التجارية أن يبنوا بالإضافة للعلامة التجارية بجانبها علامة شخصية خاصة به ومن أكثر الأمثلة شهرة عالمية هو اقتران تسلا بإيلون ماسك بشكل كبير، وكذلك اقتران آبل بستيف جوبز.
هناك العديد من الاستثناءات ولكن أهمها:
1. لا تريد الظهور بوجهك
2. تملك منتجات تريد حماية حقوقها
3. تخاطب أكثر من جمهور وفئة مختلفة
العلامة الشخصية هي التمثيل الفريد للهوية الشخصية أو العلامة التجارية، تشمل القيم والصفات والأسلوب الذي يُظهر الشخص أو العلامة التجارية للآخرين.